من منصات تواصل إلى مصادر دخل

 

تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي منصة مثالية للتفاعل الاجتماعي وتبادل المعلومات، ولكنها أصبحت أيضًا فرصة للنشطاء والمحتوى المبدع للاستفادة منها كمصدر دخل، يتمثل أحد أهم أشكال الاستفادة في استغلال النشطاء للإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي لتحقيق دخل مالي، يهدف هذا التقرير إلى استعراض وتحليل هذه الظاهرة.

تعتمد شركات ومعلنون على شهرة النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لمنتجاتهم أو خدماتهم. يتم ذلك عادة من خلال التعاقد مع النشطاء لنشر محتوى دعائي يشجع متابعيهم على شراء المنتجات أو الاستفادة من الخدمات، هذا يمكن أن يشمل نشر منشورات، صور، فيديوهات، وحتى قصص قصيرة.

وقال الناشط على موقع انستقرام علي زيدان: وجود مواقع التواصل الإجتماعي مهم جداً فاعتماد الدخل في حياتي عليها بنسبة ٨٥٪ لأن جميع حياتنا أصبحت على مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة، و١٥٪؜ على أرض الواقع.

ويقول زيدان عن الجمهور المستهدف: يمكن أن يكون للجمهور دور كبير في نجاح الإعلانات، إذا كان الجمهور يثق بي ويشعر أن المحتوى الدعائي الذي أقدمه طبيعي وملائم، فقد يكون لهذه الإعلانات تأثير إيجابي، في استقطاب وجذب المزيد من المتابعين، وبالطبع مواقع التواصل تُسهل من وصول مقاطع الفيديو أو الصور لأعداد أكبر من الناس.

 


تطور منصات التواصل الاجتماعي أثر بشكل كبير على استخدام صناع المحتوى للإعلانات كمصدر للدخل، مع التحسينات والميزات الجديدة، أصبح بإمكان الصناع المحتوى توجيه المزيد من المحتوى المبتكر والجذاب إلى جمهورهم، مثلاً انستقرام توفر خيارات إعلانية متنوعة تسمح للمعلنين بالتفاعل مع الجمهور بشكل أكبر، بما في ذلك الإعلانات عبر مقاطع الريلز القصيرة، وقصص انستقرام، وقامت فيسبوك بتحسين تجربة المستخدم وتوسيع خدماته بما في ذلك دعم الفيديو والمحتوى الصوتي.

هذا التوجه يمكن أن يساهم في زيادة إيرادات صناع المحتوى وتحفيزهم على إنتاج محتوى أكثر جودة وإبداعًا، كما يوفر للمعلنين فرصًا أكبر للتواصل مع جمهورهم المستهدف وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية.



 

ومن الطبيعي أن يكون هناك تحديات ملحوظة تواجه صُناع المحتوى هذه بعض التحديات التي قد يواجهها النشطاء الذين يستغلون الإعلانات كمصدر دخل على مواقع التواصل الاجتماعي، تتطلب هذه التحديات توجيه الجهود نحو الحفاظ على النزاهة والتوازن في تقديم المحتوى والتفاعل مع الجمهور.

ومن أهم هذه التحديات ما قالته الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي بتول ربايعة: المصداقية دائماً مهددة، إذا لم يتم الحفاظ على التوازن بين المحتوى الدعائي والمحتوى الشخصي، قد يؤدي ذلك إلى فقدان المصداقية.

وأضافت ربايعة: يجب علينا التفكير في القيم والتوجهات الأخلاقية عند قبول العروض الدعائية، فنحن مسؤولون عن جميع ما يتم نشره من خلال صفحاتنا حتى ولو كان مدفوعاً.

وقال زيدان: أواجه مشاكل مع الشفافية، يجب أن يتم الإشارة إلى المحتوى الدعائي بشكل واضح وشفاف للجمهور، وإعلامهم بأن هذا إعلان مدفوع.

 

استغلال النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر دخل من خلال الإعلانات يشكل ظاهرة تعكس تطور عالم الإعلان وتغير ديناميات التواصل الاجتماعي، تأتي هذه الظاهرة مع مزايا وتحديات، حيث يتاح للنشطاء الفرصة لتحقيق دخل إضافي وتسويق منتجات وخدمات، بينما تتطلب منهم التوازن بين المصداقية والمحتوى الدعائي.

من جهة أخرى، يجب أن يكون للنشطاء والشركات وعوامل التسويق مسؤولية كبيرة تجاه الجمهور المستهدف، ينبغي أن يتم تقديم المحتوى الدعائي بشكل شفاف وواضح، مع مراعاة الأخلاقيات والقيم، وضمان تقديم قيمة فعلية للمتابعين.

إن استغلال الإعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر دخل يشكل جزءًا من واقع تفاعلي يعزز التواصل البشري والتفاعل مع المحيط الاجتماعي والتجاري، إلا أنه يتطلب توجيه الجهود نحو تحقيق التوازن بين المصلحة المالية والمحتوى القيم، وذلك للحفاظ على النزاهة والثقة بين النشطاء والجمهور.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سميح أبو الوفا - شهيد العزة والإرادة

خمس خطوات لالتقاط صورة احترافية للنشر في مواقع التواصل الاجتماعي